عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرها أنه كان عذاباً يبعثه الله تعالى على من يشاء، فجعله الله تعالى رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابراً محتسباً يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد(رواه البخاري)

'Aishah (May Allah be pleased with her) reported:I asked the Messenger of Allah (ﷺ) about pestilence and he said, "It is a punishment which Allah sends upon whomsoever He wills, but Allah has made it as a mercy to the believers. Anyone who remains in a town which is plagued with pestilence maintaining patience expecting the reward from Allah, and knowing that nothing will befall him other than what Allah has foreordained for him, he would receive a reward of Shaheed".

التخصيص يحتاج للتوقيف ( فليس من عبد يقع في الطاعون) أي به أو في بلده، أو هو من قبيل التجريد نحو: { لكم في رسول الله أسوة حسنة} ( الأحزاب: 21) .وفي رواية بحذف في ( فيمكث في بلده) التي وقع بها الطاعون ( صابراً) على ما نزل به أو ببلده ( محتسباً) أي راجياً للأجر والثواب من الله ( يعلم أنه لا يصيبه) شيء ( إلا ما كتب له) العائد على ما محذوف ( إلا كان له مثل أجر الشهيد) وإن مات بغير الطاعون، فإنه حيث كان موصوفاً بما أشار إليه الحديث من قصده ثواب الله ورجائه موعوده، عارفاً أنه لو وقع به فبتقديرالله.وإن صرف عنه فكذلك، وهو غير متضجر لو وقع به معتمداً على ربه في حال صحته وسقمه كان له أجر الشهيد وإن مات بغير الطاعون كما هو ظاهر الحديث، ويؤيده رواية «من مات في الطاعون فهو شهيد» ولم يقل بالطاعون/ وكذا لو وجد من اتصف بهذه الصفات ثم مات بعد انقضاء زمن الطاعون، فإن ظاهر الحديث أنه شهيد، ونية المؤمن أبلغ من عمله، أما من لم يتصف بالصفات المذكورة فإن مفهوم الحديث أنه لا يكون شهيداً وإن مات بالطاعون.ومما يستفاد من هذا الحديث أن الصابر في الطاعون المتصف بالصفات المذكورة يأمن من فتان القبر لأنه نظير المرابطة في سبيلالله، وقد صح ذلك في المرابط كما في حديث مسلم وغيره اهـ ملخصاً من «فتح الباري»