فضائل شهر رمضان ،روزنامة رمضان 2020 ، متى يطل علينا رمضان ، قدوم رمضان عام 2020 : في كل عامٍ يتهيأ المسلمون في جميع أنحاء الأرض إلى استقبال هذا الشهر بكلّ ما فيه  من روعة وجمال، ويُعلقون الزينة والأهلّة المضيئة معبرين عن فرحهم وشغفهم بأداء  الطاعات في هذا الشهر،  وهذا يُضفي على أجوائه مزيداً من الفرح والمتعة والسرور، لأنه زينة الشهور جميعها. شهر رمضان المبارك هو شهر الرحمة والخير والغفران، وهو خير الشهور عند الله تعالى، وقد اختصه الله سبحانه بأن أنزل فيه القرآن الكريم على نبيه محمد،  كما جعل فيه أداء فرضٍ عظيم وهو الصوم، الذي يعدّ الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على عظمة هذا الشهر الكريم وفضله،  ففيه تجتمع الصلاة والعبادة وتصبح فيه طقوس التقرب من الله تعالى في أروع حالاتها، خصوصاً ان الصوم يزيد من روحانية المؤمن،  ويجعله مواظباً على فعل الطاعات وتجنب المعاصي. في شهر رمضان الكريم يجتمع الأهل جميعاً على مائدةٍ واحدة، يوحدهم صوت أذان المغرب، وتعلو فيه أصوات الدعوات والتضرع إلى الله تعالى،  كما تصدح فيه المآذن بالقرآن الكريم والتكبيرات، وتكثر فيه صلاة الجماعة وخصوصاً في صلاة التراويح، ومن أجمل الأشياء في هذا الشهر المبارك أن فيه طقوساً خاصة فيها،  سواء على مائدة السحور أو الفطور أو حتى في العبادة، كما تكثر فيه صلة الأرحام، ويكثر فيه إطعام الطعام وتذكر الفقراء والمحتاجين، فهو شهر الخير والبركةوالمحبة والعطف على الآخرين. فضائل شهر رمضان ،روزنامة رمضان 2020 ، متى يطل علينا رمضان ، شرفٌ عظيم للمؤمن أن يغتنم فرصة قدوم هذا الشهر المبارك ليصبح إنساناً أفضل وأقرب إلى الله تعالى، خصوصاً أن الله جعل صيامه فرضاً وأنزل فيه قرآناّ يُتلى،  ويقول تعالى في محكم التنزيل: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ  فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ  "،  لهذا فإن الصيام في هذا الشهر المبارك امتثالٌ لطاعة الله وتحقيقاً لأمره، وما على المؤمن إلا أن يغتنم هذه الفرصة الذهبية التي تقربه من الله تعالى. اقتضت حكمة الله تعالى تفضيل بعض الناس على بعض ، وبعض الأماكن على بعض ، وبعض الشهور على بعض ،  ومن هذه الأشهر التى فضلها الله تبارك وتعالى شهر رمضان فهذا الشهر الكريم له فضائل وخصائص تميزه عن غيره من الشهور. فضائل شهر رمضان ،روزنامة رمضان 2020 ، متى يطل علينا رمضان ،  ومن هذه الفضائل والخصائص التى اختص بها شهر رمضان المبارك عن غيره من الشهور ما يلى : 1- في هذا الشهر المبارك تفتح ابواب الجنة وتغلق ابواوب النار: عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " هذا شهر رمضان جاءكم تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتسلسل فيه الشياطين " 4- شهر رمضان وصيامه يكفر الذنوب: إن من رحمة رب العباد في عباده انه جعل شهر رمضان شهر مغفرة للذنوب وعتق من النيران،عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول "الصلواتُ الخمسُ ، والجمعةُ إلى الجمعةِ ، ورمضانُ إلى رمضانَ ، مكفِّراتُ ما بينهنَّ إذا اجتَنَبَ الكبائر"  6-من خصائص شهر رمضان نزول القرآن فيه : قال الله تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ  وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)   قال الإمام ابن كثير رحمه الله : يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم ، وكما اختصه بذلك قد ورد الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء. وأخرج الإمام أحمد فى مسنده عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  قال « أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام فى أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان » 7- ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر: ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)))

  قال الإمام القرطبى رحمه الله :     قوله تعالى : {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}: بين فضلها وعظمها،وفضيلة الزمان إنما تكون بكثرة ما يقع فيه من الفضائل. وفي تلك الليلة يقسم الخير الكثير الذي لا يوجد مثله في ألف شهر. واللّه أعلم.

وقال كثير من المفسرين : أي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.

 وقال أبو العالية : ليلة القدر خير من ألف شهر لا تكون فيه ليلة القدر)

وقال الإمام ابن كثير رحمه الله :يخبر تعالى أنه أنزل القرآن ليلة القدر, وهي الليلة المباركة التي قال الله عز وجل:{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }

 قال ابن عباس وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا, ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم قال تعالى معظماً لشأن ليلة القدر التي اختصها بإنزال القرآن العظيم فيها فقال: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ>> وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة ،وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم "

8- صلاة التراويح :  أجمع المسلمون على سنية قيام ليالي رمضان ، وقد ذكر النووي أن المراد بقيام رمضان صلاة التراويح يعني أنه يحصل المقصود من القيام بصلاة التراويح .      عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قام رمضان إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه "0 قوله صلى الله عليه وسلم :(من قام رمضان إيمانا): أي تصديقاً بأنه حق معتقداً فضيلته ، واحتساباً يريد به الله وحده لا رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص غفر له ما تقدم من ذنبه0

والمعروف عند الفقهاء أن هذا مختص بغفران الصغائر دون الكبائر، وقال بعضهم: ويجوز أن يخفف من الكبائر إذا لم يصادف صغيرة من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة أي بوجوب.   وقال الإمام النووى رحمه الله : قوله: (من قام رمضان) هذه الصيغة تقتضي الترغيب والندب دون الإيجاب واجتمعت الأمة على أن قيام رمضان ليس بواجب بل هو مندوب.

9- الاعتكاف في شهر رمضان:  عن عائشة رضي الله عنها ، - زوج النبي صلى الله عليه وسلم - : " أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ، ثم اعتكف أزواجه من بعده "  قال الإمام الصنعانى رحمه الله:فيه دليل على أن الاعتكاف سنة واظب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه من بعده .  قال أبو داود: عن أحمد لا أعلم عن أحد من العلماء خلافا أن الاعتكاف مسنون،وأما المقصود منه فهو جمع القلب على الله تعالى بالخلوة مع خلو المعدة والإقبال عليه تعالى والتنعم بذكره والإعراض عما عداه. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأوسط من رمضان ، فاعتكف عاما ، حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين ، وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه ،  قال : " من كان اعتكف معي ، فليعتكف العشر الأواخر ، وقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها ، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر ،  والتمسوها في كل وتر " ، فمطرت السماء تلك الليلة وكان المسجد على عريش ، فوقف المسجد ، فبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبهته أثر الماء والطين ، من صبح إحدى وعشرين ).      10 – رمضان شهر الجود ومدارسة القرآن : عن ابن عباس ، قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ".

قال الإمام ابن رجب رحمه الله:وفي تضاعف جوده  صلى الله عليه وسلم  في شهر رمضان بخصوصه فوائد كثيرة:

منها: شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه، وفي الترمذي عن أنس مرفوعا: (أفضل الصدقة صدقة رمضان).

ومنها: إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم، كما أن من جهز غازيا فقد غزا، ومن خلفه في أهله فقط غزا، وفي حديث زيد بن خالد عن النبي   صلى الله عليه وسلم قال: (من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء).  ومنها: أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، لا سيما في ليلة القدر، والله تعالى يرحم من عباده الرحماء كما قال  صلى الله عليه وسلم : (إنما يرحم الله من عباده الرحماء).     فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل، والجزاء من جنس العمل. ومنها: أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة كما في حديث علي رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال: (إن في الجنة غرفا يُرى ظهورها من بطونها، و بطونها من ظهورها قالوا: لمن هي يا رسول الله ؟ قال: لمن طيب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام)0وهذه الخصال كلها تكون في رمضان، فيجتمع فيه للمؤمن الصيام والقيام والصدقة وطيب الكلام، فإنه ينهى فيه الصائم عن اللغو والرفث،والصيام والصلاة والصدقة توصل صاحبها إلى الله عز وجل.

 قال بعض السلف: الصلاة توصل صاحبها إلى نصف الطريق، والصيام يوصله إلى باب الملك، والصدقة تأخذ بيده فتدخله على الملك.  وكان أبوالدرداء رضى الله عنه يقول: صلوا في ظلمة الليل ركعتين لظلمة القبور، صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور، تصدقوا بصدقة لشر يوم عسير.

ومنها: أن الصيام لا بد أن يقع فيه خلل أو نقص، وتكفير الصيام للذنوب مشروط بالتحفظ مما ينبغي التحفظ منه. وعامة صيام الناس لا يجتمع في صومه التحفظ كما ينبغي، ولهذا نهى أن يقول الرجل: صمت رمضان كله أو قمته كله، فالصدقة تجبر ما فيه من النقص والخلل.

ولهذا وجب في آخر شهر رمضان زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث.

فضائل شهر رمضان ،روزنامة رمضان 2020 ، متى يطل علينا رمضان ، ولكي نستغل اوقات البركة والخير والثواب في شهر رمضان علينا بتهيئة انفسنا وغسل ارواحنا من الذنوب لندخل شهر البركة والمغفرة بقلب سليم ومعافة لنستشعر روحانياته الجميلة ونبلغ قمة الخشوع بين يدي المولى عز وجل ،  هل هلالك شهر مبارك سيهل علينا شهر الرحمة والمغفران والعتق من النيران هذا العام 2020 بإذن الله تعالى في 23 \4 \2020  اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلا. اللهم اني نويت صيام رمضان فإن اخذت روحي قبل قدومه ف أرحمني وأكتبني من الصائمين. ...  اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين اللهم سلمه لنا وتسلمه منا صائمين قائمين يارب العالمين. فضائل شهر رمضان ،روزنامة رمضان 2020 ، متى يطل علينا رمضان ،